في موكب الدمع
إلى أستاذي الراحل صالح الناصر الصالح
شعر: عبد الله الحمد السناني 
حنانيك أستاذي فما أنا ناكر =جميلك إني فيك كالمغرم الصب 
تعاهدتني في الزهر كما مغلفا =وفتحته بالسقي من نبعك العذب 
تفتحت في أحضان كفك زهرة =تضوع أريجا عن شمائلك الحدب 
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت =وكنا بوحل الجهل من عفن الترب 
بعثت إلينا في يديك رسالة =كما خفقت بالخصب أجنحة السحب 
ومن قبل مسراك النفوس جديبة =فآليت لا تبقي على علة الجدب 
أزف اعترافاً عاجزاً عن شكوره =ملحا بأن تجزيك تكرمة الرب 
وهل نحن إلا بعض ما أنت منتج =كنهر صغير في محيطك منصب 
وكنا نجيمات تهيم بأطلس =بك انجذبت للشمس أو كوكب القطب 
فمنك استمدت ضوءها ومدارها =ترف على قطبيك سربا إلى سرب 
وأولعت بالأرواح تتقن صقلها =فأنبت أسرار القداسة في اللب 
فكم فسحة مرت علينا طويلة =نكابدها بالانتظار مع الصحب 
وكم حصة مرت علينا قصيرة =قبسنا بها من طور سيناء عن قرب 
سلونا بها الألعاب وهي حبيبة =وجعنا فلم نشعر بأكل ولا شرب 
نفذت إلى أرواحنا من دروسنا =فأغريتنا بالعلم كالطير بالحب 
إذا آذنت صفارة بانصرافنا =ذهبنا نمني النفس في لدة الأدب 
فما نحن إلا داجن في حظيرة =تعاهدته من معطياتك بالنخب 
سنرثيك في بعض الذي أنت ملهم =مبللة بالدمع للرائد الطب 
وأول من كان (الأكاديم) نهجه =رعى دوحة التعليم بالسقي والهذب 
تكرمك الأيام في ذكرياتها =فتنشد من أثارك الغر ما يصبي 
ومن كان يدري عن أياديك بيننا =رأى قدرك الأسمى على شكرنا يربي 
نزعت من الميدان بعد تمامه =حميداً فلم تبخل بجهد ولا إرب 
كأنك أودعت الزمان وثيقة =معطرة الأسطار عن مجدها تنبي 
ستبقى تراعي والحياة كفيلة =عزيك مخضل الخمائل والعشب 
وما أنا إلا عن مريديك ناطق =وحسبي إذا ترجمت بينكما حسبي 
وفي ذمتي دين أريد قضاءه =ولست اوفي لو قضيت به نحبي 
يناجيك من طرزت في نفسه الصبا =وألزمته العرفان كالترب بالترب 
وما شب عمرو عن قلادة طوقه =مدى العمر حتى في الشبية والشيب 
تباركت إنسانا يفيض مهارة =وفي فمه ما في اليراعة والقلب 
تأبيت ازيان الظهور فمزقت =أشعتك الحمراء داكنة الحجب 
وعشت كما يرضى ضميرك قانعا =فما كنت منه في سلام ولا حرب 
وما سلت شوقا إذ تغزل منصب =وغازله العشاق بالكيد والنصب 
كأنك أديت الحقوق أداءها =بلا ضجة واخترت عافية السرب 
ولو شئت وأتاك الذي أنت أهله =وحققت أحلام الغيابة والجب 
بذا قضت الأخلاق في أمنائها=فلم يستفيدوا للمحامد والثلب 
فمن كان جنديا يكرم نصبه =
هكذا نشرت في المجلة الثقافية - صحيفة الجزيرة 
http://www.al-jazirah.com.sa/culture...004/therd2.htm