هذه بعض المقاطع من قصيدة للشاعر المرحوم / إبراهيم المحمد العبدالله القاضي , المتوفى سنة 1346هـ , وهو الابن الأصغر لشاعر نجد الكبير , وفيها حكم وتصوير لواقع نعيشه اليوم من قلب للمقاييس التي أصبحت تصنف الرجال وفق أرصدتهم البنكية , حتى صار من يملك ثلاثين مليون فأكثر يلقب بالشيخ فلان ( حتى ولو كان ما يسوى ملي إنه تراب كما تقول العامة ), وما أكثرهم هذه الأيام ! و(الشيخ )مصطلح تم ـ وللأسف ـ تدنيسه واختطافه اقتصاديا بعد أن كان رمزا لكل القيم الأخلاقية التي استبدل بها القيم المالية .فالشيخ في الأصل هو ذو المكانةمن علم أو فضل أو رياسة , والشيخ السلطان أو الأمير , ومن معاني الشيخ المعجمية الكبير في السن , قال الراجز (أنا شيخ ولي امرأة عجوز ) . . وكلها تهون إلا شيخ الدراهم !! وأعتذر إليكم عن هذا الاستطراد الذي جرته المرارة من ( . . هالزمان اللي برتني عكوسة ! ) وأصابتني عدوى المرارة مما ذكره إبراهيم القاضي رحمه الله وذكره غيره كثير من الشعراء . . قال إبراهيم القاضي :  
  من قل ماله صـار ماهـوب  رجـال=لو هوصميم مـن خيـار  الرجاجيـل 
يهون قدره بالمجالـس وإلـى  قـال=يسفه ولا يوحى ولو صـاح بالحيـل 
وإن كان في كفه سحوت مـن المـال=يحشم ولو من هو عفـون الزماميـل 
أشوف وأغضي واقهر النفس بحبـال=وأغض ما بالصدر وبالصبر  وآشيـل 
ومحمـل نفسـي حمـل كـم حمـال=ومكلفـه ومصخـره كنـه  الفـيـل 
واعلـل النفـس الشقيـة بـالامـال=واد جرى لا بد يجـري مـن السيـل 
ولا نفـع بالنفـس توريـد  الأمثـال=تقول دعني واتـرك القـول  والقيـل 
يا قلبـي اللـي صـار للهم  مدهـال=كب الطنـا مـا تستخيـل المخاييـل 
بوارق جنح الدجـى تشعـل  إشعـال=بلكي علـى راسـك تهـل الهماليـل 
قال التماني مـا بهـا واحـد  طـال=يبذر هبوب ويقبـض الهـم  ولويـل 
وإن شفت من فود الدهر وزن مثقـال=فالشر فـي تاليـه هيـل بـلا كيـل 
كم بت ساهر سامر النجـم  واحتـال=من ضيقة الخاطر ومن شوفي الميـل 
واصبحت مضروب على الكبد بخـلال=ومن حرها شبت بجاشـي  مشاعيـل 
مضهود والمضهود ماهـوب  حمـال=مثل البعير إلـى انقطـع  بالجواديـل 
لو يضربونه مـا تنهـض ولا شـال=وهم يحسبونه قـوي علـى  الشيـل 
حـوادث الدنيـا غيـارات وأهـواال=فيض وبعض الفيض غيظ  وغرابيـل 
كم حدرت مـن روس قـوم ودركـال=وادعت على ملكـه تنـوح البلابيـل 
وعنزت بالشكوى إلـى واحـد عـال=عالم دبيب النمل فـي مظلـم  الليـل 
إمـا حيـاة تبهـج النفـس واقبـال=وسود الليالـي نـور عـزه قنادبـل 
وإلا فـلا ينعـاف قصـاف  الآجـال=رحمة جزيل المـد خيـر التحاصيـل 
من بحر جـودك يالطيـف بالاحـوال=يا منجي ذالنون ومهلك هـل  الفيـل 
صفح جميل ختمهـا خيـر الاعمـال=وفي زمـرة الأبـرار يـوم التنافيـل 
يوم به المخلوق تشخـص بالاهـوال=والشمس عن روس الخلايق تجي ميل 
بعـده صـلاة للنبـي عـد مـا  زال=من جملة المخلوق جيـل بعـد جيـل 
وما انحدر نجم على الغـرب  حـوال=من مضنك القطب الشمالي إلى  سهيل 
أو ما اعتلى صوت الملبـي بالاميـال=علـى نبـي فصـل الحـق تفصيل 
ملحوظة ..
سبق نشره في مجلس عنيزة .. والكاتب هناك هو الكاتب هنا . وللجميع تحياتي