قصيدة للشاعر : محمد بن عبدالله العود
نظمها وهو في دولة الإمارات العربية المتحدة
بعنوان : حنين أو الحنين إلى المغاني الجميلة
وحدي هنا وعيون الليل ترتقبُ
------------------- كأنني هاربٌ أودى به الطلبُ
وحدي أغالبُ أشواقي فتغلبني
------------------- وحدي أواجهُ أحزاني فتنتصبُ
أين الأحبةُ؟ لا همسٌ ولا صخبٌ
------------------- أين الأحبة؟ لا حزنٌ ولا طــربُ
أين الأحبةُ من عزّوا.. ومن لهُمُ
------------------- في القلبِ متّسَعٌ يحنو.. وينقلبُ
ودعتهم ودموع القلبِ نازفةٌ
---------------- قلباً.. وفي العينِ من آثارها سلبُ
هبني سلوتهم - كُرهاً - الى أجلٍ
------------------- فكيف أسلو التي سلوانها العطبُ
تلك التي نَسَجَت قلبي لصورتِها
------------------- فما تـزالُ بـهِ خفّـاقة تـجِـبُ
دار الهوى.. سحره.. عيناه.. سطوته
------------------- إقباله.. صدقه.. فيحاؤه.. الأرب
عنيزة الحب لا أرضٌ تعادلها
------------------- حباً.. أأمكثُ أم في الكون أغتربُ
عنيزةُ الأمُّ والأحلامُ والنشبُ
------------------- عنيزةُ النخلُ والتاريخُ والحسَبُ
قد كنت فوق ثراها نخلةً شهقت
------------------- منها النجوم.. وكانت فيّ تختصب
حتى نزعتُ فما أدري أفي جسدي
------------------- روحي.. أم الروح في حاراتها تثِبُ؟
إذا ذكرت بها عزاً نعمتُ بهِ
------------------- صفقت كفيّ وجداً ثم أنتحبُ
وإن سمعتُ لها ذكراً تملّكني
-------------- من نشوةِ السُكرِ.. ما يُمْحَى به التعب
ولو بصَرتُ لها رسماً تزينه
------------------- على الخرائطِ تجثو عنده الركبُ
أحدّث القومَ عنها كل أمسية
------------------- مفاخراً.. ودموعُ الروحِ تنسكِبُ
ولا يلامُ مُحِبٌّ في تحنُّبه
------------------- يكفيه من لَهَبِ الأشواقِ.. ملتهب
فأين أيامها اللائي سعدت بها
------------------- طفلاً.. فوقدة عمرٍ فيّ تحتجبُ
وأين مني ليالي الأنس راقصة
----------------- جنبَ المصفّرِ.. سيقت نحوهُ السحبُ
حيث الغضا.. توقد الأحشاءَ جمرتُهُ
------------------- كأنها عين من أهوى وأرتهبُ
أم أين مجلسُ علمٍ كنتُ أنشِدُهُ
---------------- في موئلِ العلمِ حيثُ الذوقُ والأدبُ
أم أين.. أم أين.. ضاعت كلُّ أمتعتي
------------------- وغاب بدري.. فليلي واجمٌ كَئِبُ
بدَّلْتُ فيها بلاداً لا أنيس بها
------------------- من البلاد التي يرمى بها السببُ
عند الخليجِ أناجي موجَهَ ضجراً
------------------- فلا يحير جواباً وهو يضطّربُ
فيا نسيم الهوى الغربيّ هل خَطَرَتْ
------------------- أنسامُ بشرِكَ في نجدٍ لها خبب؟
فجزت فيحائي الخضراء فانبعثت
------------------- روائح الشوقِ في برديكَ تنسحبُ
حتى إذا جئتنا نحو الخليج بها
------------------- تصارعُ الموجَ.. فاحَ الحبّ والوصَبُ
فإن تؤبْ ذاتَ يومٍ مشرقاً عجلاً
------------------- فدونك الوجدُ والأشواقُ والنصبُ