بين ابن دويرج وعبدالرحمن الربيعي

[ماجدونا]

من المساجلات اللطيفة بين الأصدقاء هذه المساجلة القديمة بين كل من الشاعر

الراوية عبدالرحمن الربيعي (ت 1402هـ) والشاعر عبدالله ابن دويرج

(ت1365هـ) .. فقد ذكروا أن ابن دويرج تزوج لكنه خرج من عند عروسه في

ليلته , فأرسل له الربيعي هذه الأبيات الطريفة مداعبا ومازحا , يسأله عن السبب ..

ويلاحظ أن الربيعي نهج فيها منهج ابن دويرج في الجزالة وفخامة اللفظ والأسلوب ,

وتوظيف أسلوب التلميح والغطو .. قال الربيعي :-



راكب اللي يــوم أحلّي مثل وصف الضاري . . وإن عدا بالغدرا

شـايف زول الفريسة وانـتـحى كالسيلي . . من هضاب جباله

حـــرّ مـــن حــرّ نتـاج للعـدا سبّـــــــاري . . ريّـــــحٍ بالمــجــرى

لا نهــــــزم ما يلحقـــنّــه جاريات الخيلي . . ما يـدانـي ظلالـه

لانــتـوا مــا بـان فـي خــدّ وطــاه آثــاري . . لــــو علــيه يـــزرّا

من بقول إنه مشى ممشى الشهر في ليلي . . ما يسمّى زالـه

انحــر اللـي قبل أخـبّـر في علومي داري . . للـهجــاوي يقــرا

أبو علــي قل فالله الله في أوفــاي الكيلي . . عـرّم المكيـــالـه

اعرف إني يارفـيـقـك يوم أكــزّ أسطاري . . النصـــايح تشـرى

خايــفٍ تِـشــكا على القاضي بقلّ الحيلي . . تكــثر القــــوالــه

مــثـل ما جـا للعضيـبي هالليــالي جاري . . حـطّوا إنثى جـبــرا

تلمــســه وإن خــش بالنقـرة لهاة الميلي . . كان تنكـر ســالــه



فأجابه ابن دويرج :-



يا هــلا بالنظـم ما هبّــت نسـيم الذاري . . والنــديب الصــقـــرا

يـوم جـاني فوق مسلوب المقـاد رويـلي . . والســعد يبــرى له

صــرت كنّي للصـرايا بالدراهـم شاري . . عقــــب مـــر الفقـــرا

فــرحةٍ باللــي يحطّ البـنّ هـو والهيـلـي . . في عـــذيّ دلالـــــه

اجزم إني قـــايل من صاحبي يمــكاري . . والنكـــــد ما يبــــــرا

والطــــرابه جايـــز منهـا لكل عقـــيلي . . ما اسمـــع العـــــذّاله

حالــفٍ بالله مــا طـاوع شور كل نيـاري . . كــنّ باذني وقــــــــرا

آخــذٍ سلم الجاثمية علي هـو ومـعيــلي . . ترّكــه وأشوى لـــه

غير عمهوجٍ نهـوده تقل بيض خضـاري . . والذوايــب شقـــــــرا

بس كتف وردف وإلا الوسط فيه عسيلي . . كـنــّه السيّـــــــاله

ما اتركه لو من وراه ودونـه الـــدواري . . عند باشة كســـــــرى

كل رجــلٍ ما يجنّب عن ثقيــل الشــيلي . . من بـــرك له شــاله



رحم الله الربيعي وابن دويرج رحمة واسعة .. آمين


المصدر / ديوان عبدالرحمن البراهيم الربيعي

(الأزهار النادية من أشعار البادية الجزء 11)