فعارضه شاعر بقوله:
جـيــنـاك يالخـياط يـاعـفن العبيد=ياللي تـقـول الدار نـحـمي جــالـهـا
وين أنت عن قطع النخل يوم الوقيد=يوم العوارض شحّـموا(جمارها)
فأجابه الخياط :
قطع النخل ماهوب عيب والوقيد=العيب بـالــلي مايـتم اقوالـها
والله ايجازي كــل جـبـار عـنـيد=منا ومنكم يوم عرض اعمالها
وهذه القصيدةالمحلِّـقة تعرضت لبعض التحريف في ألفاظها وخاصة من قبل الأديب المعروف (عبدالله بن خميس ) فقد أورد بيتها الأول:
يادارنا لاترهبي يومك سعيد=حنا مقابيس اللقا وارجالها
وصحة البيت :
يادارنا لاترهبي يومك سعيد=حنا احماة الداراوشب اشعالها
وأبدل كلمة ( الغين ) في البيت الثالث بكلمة( الغيد) , وفي البيت السادس أورد جملة (ابن رشيد) بدلاً من الكلمة الصحيحة عند الخياط وهي (والرشيد) ولم ينتبه أنه زاد في الوزن,
وفي قافية البيت الثامن قلب (منالها) بكلمة(منوالها) وهناك فرق شاسع بين المعنيين, وأورد البيت الحادي عشر :
عينت وين(الضد) تكفى لاتحيد=(اللي) تعشته الضرا واعيالها
والصحيح :
عينت وين(الجرو)تكفى لاتحيد=( قل لي)تعشته الضرا واعيالها
ومن الواضح أنه تقَـصّـد تغيير(الجرو) بكلمة (الضد) لكيلا يذكر مدافعي عبدالله الفيصل الذي قتلته بندقية الخياط, وغيّر كلمة (خماسي رصاصه ) في البيت الرابع عشر غيرها بكلمة(تعبا) أي أبدلها بقبح ما بعده قبح من حيث التعبير وربما كان سبب تغييره هذا عدم معرفته لكلمة(خماسي) وأبدل كلمة(وحضّب جالها) في آخر البيت السابع عشر بكلمة(وخضب) جالها وماأقبح منها إلا ماقبلها , إلا إن تكن جاءت هذه الأخيره نتيجة خطأٍ مطبعي وهذا قد يحدث أحياناً.
والحقيقه أن الأستاذ الأديب ابن خميس أعطى نفسه إذناً مطلقاً للتصرف بشعرنا الحربي في كتابه(أهازيج الحرب وشعر العرضة) لمجرد أن يضمن عدم اعتراض الرقابة الإعلامية, وقد انتقده في حينه الدكتور (عبدالله الصالح العثيمين)
فرد على الدكتور العثيمين رداً يوحي بأنه الأدرى من أهل مكة بشعابها أطال الله بقاءه.
كما أن الناس يتناقلون منذ زمن ودون انتباه البيت الرابع عشر كالآتي:
خـمـس رصاصة ستة اشبار تزيد=ملح الجريف امحيَّـل يعبالها
والصحيح :
خماسي رصاصة ستة اشبار تزيد=ملح الجريف امحيل يعبالها
و(اخماسي ) تعبير عن مقاس البندقية من حيث سعتها ومقاس رصاصها الخاص بها, وهو تعبير متداول ومعروف لدى جميع شعراء الحرب وقد ورد هذا التعبير في آخر شطر من الأبيات الآنفة الذكر التي أرجح انتحالها على الخياط, فقد جاء البيت الأخير فيها:
أومن عق بك يادار وانكر جميلك=لاخماسي درجه ايسابق دخنها
ويقول طلال بن عبدالله الرشيد :
يظهر بنجد مـايزيد الـحَـسَـاسي=شبان عيـان اعـصـاة قـرومـه
من لابــة ماتــنـقل الاالخـماسي=دهم الفرنج امشمرخات خشومه
ويقول عبيد بن علي بن رشيد :
يوم استحق العرف والديك مفهوق=رفعت خـشمه عن اعقاب ابـن شبـنان
باخماسي لاوافـقـت رفـة الموق=نقضي الغرض من عـند روغات الاذهــان
ومشكلتنا في الغالب أننا احيانا نتوارث التحريف بشكل تلقائي تناقلي على الرغم من وضوحه فكلمة(خمس رصاصة) لاتتناسب مع عهد الخياط لأن بندقية الرصاصة الواحدة لم تظهر لأول مرة إلا مع محمد الفيصل في كون المطر سنة1279هـ فقط , ولم يعرفها أهل نجد بعد, فكيف بذات الخمس رصاصات التي لم تظهر إطلاقا في نجد كلها إلا في أول العشرينات من القرن الرابع عشر الهجري.
اما الإدخال الأخير على القصيدة الرائعة فقد ظهر لأول مرة في شريط بصوت الأخ الفاضل عبدالرحمن المرشدي من منطقة حائل الحبيبة إلى قلوبنا ولكنه إدخال مخل غريب فقد افتتح القصيدة ببيت يقول:
يا(سيف) سلم لي على عبيد الرشيد=كل حاجة ياسيف أنت مرسالها
بدلاً من بدايتها الأصلية :
يادارنا لاترهبي يومك سعيد=حنا احماة الدار اوشب اشعالها
وقد لاحظت له ذالك عندما شرفني بزيارة تكرم بها لي مع بعض الشباب من عنيزة وكان منتهى الذوق والتهذيب حيث أفاد أنه هكذا سمعها من راوٍ من أهل نجد بسوريا لم أحفظ اسمه , وأنه أورد ما سمع , علماً بأن التحريف واضح لكل من لديه أدنى معرفة بالسياق الشعري إذ كيف نلائم من حيث السياق بين قول: يا سيف سلم لي على عبيد ... الخ
ثم يـقـول بـعـده: هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد ... الخ ,
او حتى: يادرنا لاترهبي ... الخ
ولو كان البيت الذي استهل به الأخ المرشدي يقول : يا سيف مااتخبر لي عبيد الرشيد ... الخ ,
لهان الأمر مراعاةً .
ورواة عنيزة القدماء الذين أورثونا كثيرا من جهودهم ودرايتهم من شعراء ومؤرخين لم يسبق أن أشار أحد منهم لشخص بهذا الاسم, ولكنـني أعرف بما وصلني من أشعار منطقة حائل المليئة بالبطولات والأمجاد والخصبة برجال البطولات والكرم المشهود أعرف اسماً يحمل اسم (سيف) هذا معاصراً لـ(عبيد ابن علي الرشيد) ويبدو أن له بعض الشأن والمكانة ولكنه على غير وفاق مع عبيد الرشيد لأنه يوجه إليه قصيدة يقرعُه فيها ويتهدده بها, منها :
دار ابحد السيف اخذناه ياسيف=خبْرِك اوعج الخيل مثـل الكتام