( الفارس الطرب )
فقدت عنيزة أعز شبابها ,وأنبل ظرفائها , الذين أضفوا علي مجتمعها المتأزم ابتسامه الرضى , وحلاوة العيش , بأ دبهم الضاحك , وظرفهم المتألق الذي يمثله أجمل تمثيل( أبو دلا مة هذا العصر) الفكه الراحل: (سعد بن محمد الخويطر ) بنكته , ونقده المبتسم الهادف . رحمه الله , وطيب ثراه …
يامالكَ الأنـسِ والآمـالُ تـرقبـه=هلا ابتدرت لقاء غيـر محتجـب ؟
ماروضةٌ من ريـاض الله تسكنهـا=إلا ونفحـك فيهـا ريّـق الطـلـب
أعْلَمْتَ دربا إلي الرحمـن تسلكـه=معطرالوشي في ثوب مـن القُـرب
ياسعدهل كنـت إلا فارسـا طربـا=يختال فيك وريـق النبـل والأ دب
روّيـت بالظـرف آمـالا معطلـة=لولاك لم تبن مثقـالا مـن الغلـب
حتى الرّجام استهامت وهي ضاحكة=من فيضك العذب يا( صنّاجة العرب)
أمتعت بالظـرف والإينـاس أفئـدة=تدنوا إليـك بلمـحٍِ نابـه العصـب
فللمـواسـم أعــراف وألـويـة=ينداح منك عليهـا صيّـب الغَـرَب
وللتعالـيـل أطـيـاف تقلـدهـا=ببسمة الحـب والتنكيـت والعجـب
كل يسامـر فـي نجـواك هاجسـه=ويستعيـن علـى رؤيـاك بالهـذب
والنائمـون بلاسـمـع ولابـصـر=يستيقظون على الإيناس والطـرب
في كل ذَوْب تروّي منـه ظامئَهـم=تدنو إليك قلـوب السـادة النجـب
يروون عنك انطباعا ضاحكا ونهـىً=فيه الخيال عريـق باسِـمُ الشنـب
يامـن فقدنـاه والدنيـا تشيـعـه=والمولعون به في غايـة الشجـب
أما لنجمـك يامـن كنـت تتحفنـا=بريّقِ الأنس إيراقٌ مـن السحـب؟
لـوأن ماكنـت تمليـه وتنـشـره=من النّكات يعار اليوم فـي الكتـب
لاستعذب النـاس أهـواء وأمزجـة=موارد الكتب في سعي وفـي جلـب
لكـن رفـدك ياميمـون أسلـمَـه=حيـآؤك الفـرد للإغفـال والغَيـب
فللعفـاء انتصـار جـارح نـهـم=وللسرور ابتـلاء ناعـبُ الغضـب
لنـا إليـك كمـا تهـوى مداعبـةٌ=( نجم الخويطر)من نجواك في الترب
فأنت مازلت حيـا فـي ضمائرنـا=يامالك الظـرف والتنكيـت والأرَب
يستلهم الفكر منك اليـوم عارفُنـا=في كل سهم طريف صادق العَـذب
فاهنأ فديناك يامـن كنـت تمنحنـا=طيب اللقاء بوجـه ضاحـك طـرب
يمنـاك بالنبـل والتمكـيـن واردة=رغم اختلا لـك بـالإدرار والنشـب
ومن يجـد مثـل ماتولـي بنائلـه=فحظه مثـل ماتبنـي مـن النسـب
( ياسعْد) لولاك ماكانت لنـا طُرَفٌ=تزيح عنا وريـدَ اليـأس والتعـب
لكن شهـدَك فيمـا كنـت تبدعـه=من رائع الفن يـذري واقـدَ اللهب
فمن سِماتك يجري الأنسُ في دمنـا=ومن وفائك نبنـي زاهـيَ الحسـب
في كل درب نرى نجـواك تعمـره=نستلهم الذكر منه اليومَ في صَبَـب
فلاتعطّل ( أبـا التنكيـت) مجلسَنـا=فأنت فيه سميـرُ الـوِرْدِ والقَـرَب
إبراهيم بن محمد الدامغ
17/2/1419هـ
------------------
نقلا عن ديوان الشاعر .. أسرار وأسوار - الجزء1 ..