رثاء الشيخ محمد الأمين  الشنقيطي
 (صاحب أضواء البيان )
الشيخ عبدالرحمن  بن منير المساعد النفيعي   الأستاذ بالمعهد العلمي بالمدينة المنورة النبوية سابقاً , رثاه بقصيدة تقع في ثلاثين بيتاً، يقول فيها :
صروف الليالي لايقرّ قرينها        =   أذلك للضراء أم ذاك دينها؟
ليَحزنها أن تلحظ الركب شادياً        =      ويطربها في الخافقين حزينها
كأن رقاب العالمين رهينة              =        متى طلبت بالكره لبى ضمينها
فما وهبت إلا وضنّّت بسيبها             =    وما أنبـأت إلا الحديث شجونها
أما كان للأقدار يجتث فأسها             =     ضعيفة سدرٍ ما أظلّت غصونها
أتأتي من الأنباء ماسدّ مسمعي         =         فكادت لها روحي يجنّ جنونها
وماكنت أدري ليتني عند حفرةٍ           =      عشيةَ سوّاها حصاها وطينها
فأُجعلُ مثوى اللحد أشرف ربوةٍ        =        لئلاّ تهيل الذاريات غصونها
من الشيخ إن فاضت على الخد دمعتي  =  أُكفكفها صبراً ويأبى هتونها
ومن ذا الذي يسطيع إخفاء حزنه       =   وقد أغرقت سفح الخدود عيونها
يعزونني إذ حلّ في الأرض ثاوياً       =    بأن  الرسول البرّ فعلاً دفينها
مصابٌ جليلٌ والقلوب رقيقة        =      على   إخوةٍ في الله ما عيب لينها
أحار بما كظّ الجوانح فارتمى          =       شآبيب ودقٍ والعيون شؤونها
فرى مهجتي هول المصاب فترجمت   =     مآقٍ كأشواك النقيع جفونها
إمام تولى من توقد ذهنه           =    حصون المثاني وهو باب يصونها
أدانَ لها النفس اللجوج بحكمة   =      وما خير نفسٍ دينها لا يدينها
يقول أهنها إن في العيش فسحةً    =   مخافة من بعد الممات يهينها
بروحٍ على الإيمان تستعذب الأذى   =   إذا أوذيت في الله زاد يقينها
أشادت جميلاً ثم لله هاجرت     =     إلى حيث سلطان الإله يعينها
فيا لكَ من حرّ يلذُّ بيانه       =     على روضة القرآن زانت فنونها
طموحٌ علا العلياءَ من فضل خيمِهِ  =  بتوّاقَةٍ ما أقعدتها ظنونها
هوت أمُّـهُ إن الينابيعَ قوله     =     وأكثرُ مما قال فاض معينها
أقول لنادي الحي ما فيك ندوةٌ =  إذا ماخبا علمٌ وولى أمينها
متى ما المنايا أكرم القوم أهلكت  = فسيّان فيهم ضَبْحُها وصفونها
شعوبُ استفيقي إننا في موارد  =   ألمّ بها خطبٌ فخف فطينها
وكفّي عن التسيار أدميتِ  أكبُدا  =      فما بعد شيخي حاجةٌ تستبينها
بكيناه والأصحابُ يحيى دروسها   =     بكل مزينٍ والأمين يزينها
وأندبُهُ يُـذكي المعالم هاديا      =   ذوي إمرةٍ في عهده لاتخونها
سأدعو لقبرٍ حلّهُ الدين والحِجا  =  عليه الغوادي ما يكفّ مزونُها
ترقـّبْـتُـه من حج مكةَ سالماً        =   فشحّت به مَعْلاتُها وحُجُونها
نشرت القصيدة في كتاب
 ( ترجمة الشيخ محمد الأمين  الشنقيطي  ,صاحب أضواء البيان )
لــ / عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس )