مقاطع شعرية لــ عبدالعزيز المسلّم , رحمه الله
  
كتب الأستاذ / حسين الفايز – مجلة باريس نجد – العدد الثاني
مقطوعة ألقاها في إحدى مسامراته في كلية المعلمين  بمكة المكرمة عام 1385هـ
ماكنت بالشادي  ولا المترنم = أبدا ولم  أكُ  بالنشيد بمغرم
أنا شاعر الآلام عزّاف اللظى = قيثارة الألم المرير المفعم
لاكنت إن صغتُ القريض ممدّحا = بمكابر أو هيكل مستعظم
لاكنت بل لاكان شعري إن علت = نار الحوادث وهو لما يرزمِ
إن لم يكن قلب الأديب سلاحه = عند احتدام الخطب فليتحطََم 
وقال يتحسر على ماضاع  في مخيلته من حبيبته عنيزة أو فيحائه القديمة :
ماذا تبقّى من الهفّوف مسجده = القاع والشارع المسقوف قد ذهبا
والمنتدى سوقنا الممتد منحنيا = كالبرعم الغضِِ يحمي ورده جدبا
ياسوق (مصعد) هل شادتك قافلة = من السواعد أو من كفها نصبا 
فيحاء ماكنت أسلو لو سلا نزقي = لو أسكنوني جنانا روقت ذهبا
لو ألبسوني نطاق المجد معتربا = خلعته ولبست لحب مقتربا
فيحاء ثغري الذي يفتر مبتسما = فيحاء وجدي الذي ماانفك ملتهبا 
فيحاء مهد صباباتي توهّجها = نضارة العود في عمري الذي سحبا 
فيحاء  أعشق فيك الأهل ماغرسوا = ومابنوا قببا شماء أو عتَبا
منارة شادها الآباء شاهدة = أن الحضارة منا نبعها انسكبا
وفي مقطوعة رائعة  يطوف بخياله في معالم عنيزة التي محاها وهج الحضارة , وبقيت عالقة في الأذهان  ,
 يحن إليها  من عاش بين أحضانها , ومن أرضعته من دافئ حنانها , وألبسته من جميل صنائعها :
 
أأنسى ومن ينسى صباه حياته  = ربيع الفتى ماعاشه وهو جاهل
فذي (قبّة) كنا نلوذ بظلها  =  نناغي حصاها .. سقفها .. ونسائل
وذا ( مجلس) طافت به أمسياتنا = روافل من أعراسنا وحوافل
وذا ( مسجد) ضجّت به دعواتنا = بآي المثاني صاخباتٍ رواتل 
ثم تراه يستنكر تلك الحضارة التي سلبت عنيزة رداءها القديم , الذي خلّـد ذكراها  في ذاكرته ..
مغانٍ هي التاريخ والعمر والهوى = أفي غمضةٍ تقضي عليها المعاول !
أبـرا  بمن شادوا يهد بناؤهم = أحفظاً لذكراهم  تزال المنازل ؟
جديد غريب يجهل الترب نوعه = وتنكره أجواؤنا والمحافل 
وفي مقطوعة أخرى يخاطب  شعره ووجدانه  بعنوان ( ياشعر)
ياشعر كم من زهرةٍ  =  أهوى عليها  المنجل 
نظرت إليك ومنك أدمعــــــها  الغزيـــرة  تهطل
ياشعر كم من بلبل  =  غنى على فنن ومات 
ياشعر يا أغرودة الدنــــــــيــا  وياقلب الزمان
يابلسم الجرح  الصديـــــع  بلى ويانبع الحياة 
-