[روح التميمي]

عنيزة ضرها كثر الثناء

عنيزة ضرَّها كُثْرُ الثناء=فباتت لاتُصيخ إلى النداء
أذاك لأنها حسناء تاهت =وذات الحسن تُعجب بالثناء
نحب ترابها ونموت فيها =ونشدو في الغناء وفي الحداء
ولكنا لنا فيها عتاب=وطبع العُتْب يرجع للإخاء
نراها قد تمادت في غرورٍ=يراها البعض من شر البلاء
فأمست من نتائجها قضايا=تداول في المجالس والقضاء
أمورٌ جُلُّها قُضيت بليلٍ=لهدمٍ أو لردمٍ أو فناء
شوارع هُمّشت وبدت يبابًا=وكانت قبلُ تنعم بالنماء
مشاريعٌ بدت فيها عيوبٌ=تهاوت من تباشير السماء
وفرض إتاوةُ في السوق تؤذي =تُجيّر في مواكبة الغلاء
فأصوات الأهالي قد تعالت =تعبر عن نفورٍ واستياء
نرى في كل دائرة مديرًا=وسَيْر البعض يرجع للوراء
إدارات تُمثَّل في شخوصٍ=ويبقى العيب في سوء الأداء
لعمرك ما الإدارة غير فنٍ=يريح المرء من وهج العناء
فليس بنافعٍ أبدا مديرًا =وأكبر همه طول البقاء
ومن مركوبه رأي دعيٌّ =فأجدر أن يحلّق بالفناء
ومن قلت لباقته فأولى =به الإبعاد عن سيف المضاء
ومن تكن الفضاضة تهتويه =فسوءُ الظن يكمن في الخفاء
زمانٌ ياعنيزة قد تولى =سعدنا بالمسرة والهناء
وما تغني شوارعُ زخرفوها =وأرصفةٌ تُبهرج بالطلاء
إذا فُقدِتْ كرامة سالكيها =وتاه العقل في ظل الغباء
وإن ولي الأمور صغارُ قومٍ=وساد الحمق في ثوب الولاء
فقل لعنيزة الفيحا سلامٌ =وأذّن يا سلامة للنجاء
فيا أغلى المدائن هل رجوع =إلى الحق المبين بلا اعتلاء
فتذليل الرجوع نذير خير =به المعنيُّ ينعم بالثناء