صَبا نجد
أَلاَ يَا صَبا نجدٍ فدَيتُك يا نجْدِي=متى كان عهدُك بالأحباب في نجْد؟ 
متى كنت فيهم في مواسم حُبِّهمْ=وفي روضة «التنْهَاب» كيف هُمُو بَعْدِي؟ 
أيذكُرُني الخِلاَّن في الوَسْم عندما=تلوحُ بُروقُ المزْنِ أم أنسِيو عهدي؟ 
سقى الله أرضًا كنتُ بين رياضها=أُريقُ كُؤوس البوْح وجْدًا على الوجد 
بها كنت لحنًا بين أضلع شاعرٍ=يغنِّي لليلى الشوقَ في القرب والبعد 
ويبكي جريحًا نأْي ليلى وبعدها=وذكرى ليالي الوصل في المنهل الرغد 
تعلَّقتُ ليلى وهْي بعدُ - غريبةٌ -=وقلبي - غريبٌ - مثلُ ما عندها عندي 
وكنتُ وليلى نحتسي الكأس مترعًا=بشوقٍ كراحٍ كالشُّعاعة كالشَّهْد 
وهمْتُ انتشاءً في نديِّ وصالها=لياليَ... ما كانتْ من الزَّمنِ الحَرْد 
يظللني فيها من الشيحِ رطبهُ=وليلاي عبق الأُقحوانِ أو الندِّ 
ألا يا لَحَى الله الفراق وأهلَهُ= لحى القلبَ منِّي بالتولُّه والوقْد 
ألا يا صَبا ما الطيبُ ما العَرْفُ بعدها=وما الزهر.. ما القيصوم.. ما العبْق للورد؟ 
ألا يا صبا ما قد صفا الدّهر مثلما=إلينا - الحبّ - في الروض من نجد 
ومرّت كبرقٍ - لحظةُ العمر - بعدها=تناهتْ بيَ الأيام في المهمهِ الجرْد