البلبل
يتلوّى والأغاني بين جنبيه تذوبُ 
والأماني في مآقيه دموع ولهيب 
يتلوى والهوى في قلبه الدامي نحيب 
والنشيد الحلو آلام ويأس ووجيب 
***
يتلوّى والأغاني بين جنبيه تنوحُ 
نغم في قلبه الخفاق يغدو ويروح 
كلّما فيه من الشدو دموع وجروح 
وعويل من أسى الماضي به اللحن فحيح 
***
يتلوّى بين أزهار الربيع الناضر ِ
شارد النظرة يشدو بأنين حائر 
خفق الياس أغانيه بصمت قاهر 
وطوى البؤس أمانيه بيأس ساخرِ 
***
أزهرَ الوادي فماذا شاقه من زهرهِ 
وهو نضو يتلوى لحنه في صدره 
وهو نضو يتهاوى قلبه في قبره 
غاله اليأس فناحت روحه في نحره 
***
يلمحُ المرجَ وما فيه من الزهر النضيرْ 
من ورود غضة الأوراق مرواة العبيرْ 
نسج الطل حواليها من الماء النميرْ 
بردة توقظها الأنسام باللحن المثيرْ 
***
يلمحُ الأطيار في الدوحة من غصن لغصنِ 
تسكب النغمة أصداء وتشدو وتغني 
وتذيب الخفقة الحراء في الروض الأغن 
فيرى الدنيا جحيماً كل ما فيه تجني 
(محمد الشبل، من ديوان : نداء السحر ص 27)