محاولة روح تميمية فصيحة ..
 توشح فيها المقطع الأول من الاسم سواد التبريح , 
وتخيل , وهو صاحب تخيل ,أنه
 ذلك الحطام من هشيم الجسد الذي غيرته عوادي الأيام ,
 وأحالته ضرسا منزوع العصب ,
 وعظما بلا مخ ,
 وقشرا بلا لب ..
 فقال باكيا بكاء شيخ الزواحف :
* * *  
  كُفّي فديتك ..! لا تبوحي إنني=أنهار من بوح الشجون الدامي
كُفّي فديتك ..! لا تبوحي والهوى=نارً توقّد في أتون حطامي
كُفّي فديتك ..! لا تذيبي مهجة=أودت بها دواّمة الأوهام
كُفّي ..! فبوحك لا يثير سوى الشجا=وبه فقدت عزيمتي وزمامي
لا تنكئي قرح الفؤاد وتشعلي=بالذكريات لهيب هيامي
هذا فؤادي قد تخضّب بالدما=من لوعة التشريد والأيام
ملقى على درب الهوى وتكسرت=فيه السهام على ظهور سهام
ما عدت فاتنتي أطيق مرارة الـ=أحزان والآلام والأسقام
أحلامي الغُرُّ الجميلة ودّعت=ما أتعس التوديع للأحلام !
عصفت بها هوج الرياح وأصبحت= ذكرى مغلّفة بطوق ضرام
ذبلت ورودي في حديقة مهجتي=وتحطمت بالهجر صلب عظامي
أواه ..! ما أشقى الضياع إذا انطفى=نور السرور بثغري البسّام !
القلب مات ..وقُطّعت أوتانُه=ودفنته من غابر الأعوام
واستسلمت كل العزائم وامّحت=وأنا هنا .. أستطعم استسلامي !