أخطأت قطعا سيدي
 

.
.

أخطأت قطعا سيدي ..
يا سيدي!
أوَ لا تزال بسيدي؟
لا لا أظن فلم لم تعد
لي سيدي!
إني تركتُ سيادة المستعبد
وكسرتُ قيدي من يدي
وفررتُ من نير الخداع إلى الهدى
وسلمت من ذل الردى
قد كنت عندك في الخَبر
في الخلف في ذيل النظر
وبرغبتي
وإرادتي
قد صرت في
رأس الصدارة في ربيع المبتدا
وبنيت بيتا في المدى
فوق الجدي ..
ما أجمل الجو الفسيح إذا غدا
للحر مرتع عزة وتجدد ..
أخطأت قطعا سيدي
يا سيدي ..
إن كنت يوما سيدي
لا تخدع الجدي الغرير
لا توهم الظبي الصغير
يا من فُتنت بكل مُهر أجردِ
إياك تكرار الألم
فالجُرم يؤخذ بالكلم
والظلم يا لص القلوب مؤثرٌ
ومحطّمٌ .. ومدمّرٌ
ويقود حتما نحو أغوار السعير
نحو المصير الأسودِ ..
أخطأت قطعا سيدي
وظلمت حقا سيدي
أخطأتَ في الماضي فلا
تخطئ وتظلم من جديد
ودع السعيد
ما ذنب غرًّ لا يرى
ما كان منك وما جرى
حتى أتى وبطوعه
ليكون من ضمن العبيد
ما ذنبه لتقوده
نحو الضياع السرمدي؟
أخطأت قطعا سيدي
أتراك طبت؟ أتراك تبت؟
أتراك من نهر الخطيئة ترتوي؟
أتراك وحّدت القوافي والرويّ؟
لا لا أظن وأنت في الليل الغوي
تختال مثل معربد
يا من أجدت غواية الحمَل الرضيع
ونصبت في الوادي شباكا للوديع
دع عنك ذا
واخلع قميص المعتدي
واحفظ كلاما هاهنا كررته:
أخطأت قطعا سيدي!